الاثنين، 12 يناير 2009

بيان عسكري شعر:تميم البرغوثي

إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ فذكرهم بأن الموتَ دانِومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً على مرِّ الدَّقائقِ والثوانيوجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ وإلا تحتَ أنقاضِ المباني كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاً عزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِعن الدنيا وما فيها وعني وعن معنى المخافةِ والأمانِفَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِوَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني له لا للبرايا النيلُ يجري له البستانُ والثَمَرُ الدَّوانيوَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِوإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِنحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِسَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِبَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِكأن الموت قابلة عجوز تزور القوم من آنٍ لآنِنموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا وتختلطُ التعازي بالتهانيكأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِلذلك ليس يُذكَرُ في المراثي كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغانيسَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِرماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِيَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِيدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ إلى بابِ الكريمِ المستعانِيَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ هنالكَ ما تشاءُ من المعانيصلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِتنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا ترانيفَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِوَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِنقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ وخذلان الأقاصي والأدانينقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعانينُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِبِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ يقولون في نشرة العاشرةْإن جيشاً يحاصر غزة والقاهرةْيقولون طائرة قصفت منزلاًوسط منطقة عامرةْفأضيف أنالن يمر زمان طويل على الحاضرينْلكي يَرَوُا المسلمين وأهل الكرامة من كل دينْيعيدون عيسى المسيح إلى الناصرةْوالنبي إلى القدس، يهدي البراق فواكه من زرعناويطوقه بدمشقٍ من الياسمينْيقولون جيش يهاجم غزة من محورينْيقولون تجري المعارك بين رضيع ودبابتينْفأقول أناسوف تجري المعارك في كل صدر وفي كل عينْوقد تقصف المدفعية في وجه ربك ما تدعي من كذبْويقول العدو لنا فليكن ما يكونْفنقول له، فليكن ما يجبْ بياناتنا العسكرية مكتوبة في الجبينْلم تكن حكمة أيها الموت أن تقتربْلم تكن حكمة أن تحاصرنا كل هذي السنينْلم تكن حكمة أن ترابط بالقرب منا إلى هذه الدرجةْقد رأيناك حتى حفظنا ملامح وجهكَعاداتِ أكلكَأوقاتَ نومكَحالاتِك العصبيةَشهواتِ قلبكَ حتى مواضع ضعفكَ، نعرفهاأيها الموت فاحذرْولا تطمئن لأنك أحصيتنا نحن يا موت أكثرْونحن هنا، بعد ستين عاماً من الغزو، تبقى قناديلنا مسرجةْبعد الفي سنةْمن ذهاب المسيح إلى الثالث الإبتدائي في أرضنا، قد عرفناك يا موت معرفة تتعبُكْأيها الموت نيتنا معلنةإننا نغلبُكْوإن قتلونا هنا أجمعينْأيها الموت خف أنت،نحن هنا، لم نعد خائفين.

ليست هناك تعليقات: