الثلاثاء، 15 مايو 2007

إلى صانعي الأوثان بالكلمات شعر : دكتور / جابر قميحة

بُوءُوا بإثمِ الوثنِ

أنتم- وليس غيرُكم-

صنعتموهُ من ترابٍ عفِنِ

من كل بؤرةٍ حقيرةٍ

أخذتمْ قبضةً

عجنتموها طينةً

فيها نفختم روحَكمْ

زرعتمو.. نخاعكمْ

حتى استوى وقامْ

- في ليلةٍ ظلماءْ-

جهالةً جهلاءْ

عمايةً عمياء

مسْخًا غويًّا

شائه الضمير والأهواء

لكنكمْ

- يا حسرةً على العباد-

قدمتمو إليه شهر زادْ

هديةً محنطةْ

مجلودةَ الأطرافِ واللسانْ

وبعد ليلةٍ ضريرة

مهتوكةِ الأجفانْ

دفنتمو كلامَها المباحْ

وجثةَ الصباحْ

*********

بوُءوا بإثم الوثنِ

من بعد ما جعلتمو

جباهكم له نعالاً

من بعد ما هتفتمو

"لبيك منقذَ العربْ

يا أيها الفريدُ والجليلُ

والمسجلُ البطولاتِ العجَبْ

ما شئتَ

لا ما شاءتْ الأيامُ

أنت الزعيم الفذُّ لا كلامُ

**********

يا حسرةً على العباد

فلتذكروا

لا تنكروا

فأنتمو فرطتمو

في الكلمةْ

سحلتموها..

بعتموها

سلعةً ذليلة أمَهْ

وفي الطريق للأسواقِ

- قبل بيعِها-

أجَّرتموها للرعاع الآثَمَةْ

بقطعةٍ من الثريد والقديدِ

ساعة أو ساعتين

وقبلها

أحكمتمو وثاقَها

كي لا تُرِي لآثمٍ ممانعةْ

***********

يا حسرة على العباد

والتاريخ والعربْ

نسيتمو- يا سادتي الشعراءْ

يا أيها الخطباء والأدباءْ-

أن الحروفَ عزة شمَّاء

مَعينها السماءْ

وحينما تُقطَّر وتُنْظَمُ

في كِلمَةٍ وبيت شعرْ

تصير في الأسماءْ

"عِرضَ الشريفِ الشاعرِ"

فكيف بعتم عرضكمْ

للتافه الجبارْ

فعشتمو فضيحةً وعارْ

ودستمو ما قاله بشَّار

إذْ أشعل الحروفَ

مارجًا من نارْ

"إذا ما غضبنا غضبةً مُضريةً

هتكنا حجابَ الشمسِ

أو قطرت دما"

وقلتمو ما هذه أشعارْ

فالقولُ قولُنا

في مجمع الشعراءِ والسمارْ

"إذا ما الزعيم الفذّ

شاء خرابها

فتخريبها بشرى

وخيرُ عمارِ

فخرب وخربْ

أنت أنت عُذيْقُها

في كل نائبةٍ وكل غِمار

وبعد شهرياننا الكبيرْ

من ظهره وظهركم يجيءْ...

يجيء شهريارُه الصغير

يعانق الميراثَ بالأحضانْ

لا تعجبوا.. فقد فرشتمو له المهادْ

بفكركم.. ونثركم.. وشعركم..

فرشتمو له المهاد

وقلتمو هو الجديرُ أن يفوزْ

وهو الجدير أن يحوز

وغيره في الشرع لا يجوز

وفي غدٍ قريبْ

سيهتف البعيد والقريب..

"أتته الكنانةُ منقادة

إليه تجرر أذيالها

فلم تكُ تصلح إلا لهُ

ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيرُهُ

لزُلزلت الأرض زلزالها"

فألف حسرة على العباد

وألف رحمة على البلاد

*************

يا حسرة على العباد

والرجالِ.. والودادِ..

والمصير.. والبيانِ

والمدادِ

والقلمْ

هل تنفع الأحزان

والدموع

والندم؟

يا سادتي

ولاتَ في أيامنا

- التي نعيشها

ولا تعيشنا-

ندمْ

------------

* Komeha@memanet.net

ليست هناك تعليقات: